بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دخل رجلٌ على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أوصني! قال: { لا
تغضب } فردد مراراً قال: { لا تغضب } [رواه البخاري].
ولم يزد على هذه النصيحة
والسبب معروف .. فبسبب الغضب قامت الحروب .. وتقطعت الارحام ..
وهدمت اسر .. وافترق الاصدقاء .. وتنازع الاخوة .. وتسبب في القتل
وأكثر الشرور بسبب الغضب .
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: { ألا وإن الغضب جمرة في قلب إبن آدم،
أما رأيتم إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه...! } [رواه أحمد].
وقد مدح الله عز وجل المؤمنين بصفات كثيرة منها قوله تعالى: الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي
السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [آل عمران:134]
قال صلى الله عليه وآله وسلم : { من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه، دعاه
الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخبره من الحور العين ما
يشاء }[رواه ابو داود].
و من الغضب ماهو مذموم و نتائجه وخيمة .. ومنه المحمود والذي يكون لله
وفي الله، إذا انتهكت محارم الله كما كان النبي
عليه الصلاة والسلام، يغضب قالت عائشة رضي الله عنها: ( ما ضرب رسول الله شيئاً
قط بيده، ولا امرأة ولا خادماً، إلا أن يجاهد في سبيل الله. وما نيل منه شيىء قط
فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله تعالى، فينتقم لله تعالى ) [
رواه مسلم ].
فمهما تنوعت شخصيات الغاضب وهي التي صنفتها اخي الكريم .. وجب علينا
معالجة انفسنا بما شرع لنا وان يكون لنا قدوة في حبيبنا وقرة اعيننا صلى الله
عليه وآله وسلم
جعلني الله وإياكم ومن نحب والمسلمين
ممن يغضب لحدود الله إذا انتهكت، وأنزل علينا السكينة في
أمور الدنيا التي نغضب لها لأتفه الأسباب وأقل الأمور